البلدية تستضيف مؤتمراً قطرياً لبحث تداعيات العنف في المجتمع العربي

البلدية تستضيف مؤتمراً قطرياً لبحث تداعيات العنف في المجتمع العربي
 

البلدية تستضيف مؤتمراً قطرياً لبحث تداعيات العنف في المجتمع العربي

 استضافت بلدية ام الفحم اليوم الثلاثاء 16.7.2019، المؤتمر القطري الأول من نوعه لبحث تداعيات العنف والجريمة المستفحلة في المجتمع العربي وذلك بمبادرة مركز السلطات المحلية. وخلص عدد من الأبحاث الى نتائج مقلقة بخصوص الجريمة لدى المجتمع العربي الأمر الذي يستدعي المعالجة الفورية وتضافر الجهود بين رؤساء السلطات المحلية العربية والوزارات الحكومية ذات الصلة. وعقد المؤتمر بداية في قاعة الاجتماعات في بلدية ام الفحم، حيث كان باستقبال ضيوف المؤتمر رئيس البلدية د.سمير صبحي وعدد من أعضاء الإدارة وموظفين من قسم الرفاه والخدمات الاجتماعية في البلدية ومجلس الطلبة والشباب البلدي، ثم اكمل المؤتمر أعماله في قاعة المركز الجماهيري في قرية كفر قرع بعد انتهاء الجلسة الأولى في بلدية ام الفحم وزيارة عائلة هيكل في ام الفحم والتي قتل ثلاثة من أبنائها.

وشارك في المؤتمر حاييم بيباس - رئيس مركز السلطات المحلية ورئيس بلدية موديعين مكابيم رعوت، اللواء جمال حكروش - رئيس مديرية تحسين خدمات الشرطة للمجتمع العربي، داني شاحر - رئيس السلطة لمكافحة العنف السموم والكحول، موشيه ادري - المدير العام لوزارة الأمن الداخلي، وممثلون عن وزارات القضاء والتربية والتعليم، ورؤساء سلطات محلية عربية من المثلث.
هذا وافتتح المؤتمر بكلمات ترحيبية للبلد المضيف ام الفحم قدمها د.سمير صبحي واللواء جمال حكروش وداني شاحر، كما تحدثت الحاجة فتحية اغبارية – مديرة قسم الرفاه والخدمات الاجتماعية في بلدية ام الفحم – وقدمت معطيات حول ملفات العنف والنقص بالملاكات في القسم لمعالجة هذه الملفات. وتم خلال المؤتمر تقديم استعراض شامل لقضية العنف والجريمة في المجتمع العربي بطريقة الطاولة المستديرة أدار الحوار فيها خيام قعدان - نائب المدير العام لشؤون السلطات المحلية في مركز الحكم المحلي، وعرض الشيخ كمال ريان - مستشار رئيس مركز السلطات المحلية - معطيات مقلقة لنتائج بحث بهذا الخصوص. وخلصت الجلسة لتقديم إقتراحات لحلول وآليات لتقليص هذه الظاهرة والحد منها. ويستدل من نتائج البحث أن جرائم القتل في المجتمع العربي في العام 2015 بلغت 59% ومحاولات القتل بلغت 55% رغم أن المواطنين العرب في البلاد يشكلون ما نسبته 20.9% من مجمل السكان. ومن المعطيات المقلقة أيضا بحسب البحث أن 95.2% من حوادث إطلاق النار تم تنفيذها على يد مواطنين عرب. وقال حاييم بيباس - رئيس مركز السلطات المحلية - خلال كلمته أن الجريمة تضر بالأساس بالإنسان وتفقد الفرد والمجتمع الشعور بالأمان، كما أنها هدمت عائلات كثيرة. وتابع بيباس أن الجريمة وللأسف الشديد تحولت في المجتمع العربي الى ظاهرة عادية وأزهقت أرواحا كثيرة وعطلت مجرى حياة الكثيرين. وأشار بيباس الى انه بحسب بحث الأمن القومي في جامعة تل ابيب لعام 2018 أظهرت المعطيات أن 45% من مجمل جرائم القتل حدثت في المجتمع العربي وان 65% من النساء اللواتي تم قتلهن من قبل أزواجهن هن نساء عربيات. وأثنى بيباس على أداء رؤساء المحلية العربية الذين يواجهون العنف في بلداتهم مؤكداً انه ستبذل جهود مشتركة مع الشرطة ووزارة الأمن الداخلي حتى يشعر كل مواطن بالحماية والأمن في بيته. وختم بيباس كلمته بقوله: "لقد حان الوقت لمعالجة ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي من جذورها والتعاون مع كل الجهات ذات العلاقة بهدف الحد من هذه الظاهرة".
وأكد رؤساء السلطات المحلية الذين تحدثوا بالمؤتمر على الحكومة الإعلان عن جريمة سرقة السلاح وبيعه وحيازته كعملية ارهابية وإنزال عقوبة 5 سنوات سجن فعلي على الأقل على مرتكبها، لافتين ان ما يجري في المجتمع العربي من جرائم قتل هي بمثابة ارهاب منظم بكل ما تعنيه الكلمة ويجب وضع الخطط والبرامج المناسبة للحد من مظاهر العنف والجريمة واجتثاثها من جذورها وعلى الشرطة أداء واجبها وتحقيق الأمن والأمان للمواطنين.
هذا وكانت خلال المؤتمر مداخلات لكل من المحامي عادل بدير - رئيس بلدية كفرقاسم، درويش رابي - رئيس مجلس جلجولية، المحامي محمد وتد - رئيس مجلس جت، رائد كبها - رئيس مجلس بسمة، المحامي فراس بدحي - رئيس مجلس كفر قرع، محمود عاصي - رئيس مجلس كفر برا، د.سمير صبحي - رئيس بلدية أم الفحم، محمود جبارين - رئيس مجلس طلعة عارة، المحامي مضر يونس - رئيس مجلس عارة عرعرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
هذا وقال موشيه ادري - مدير عام وزارة الأمن الداخلي: ان وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان يولي اهمية كبيرة لهذه المؤتمر ويهمه سماع اقتراحات من الميدان. وأشار أيضا الى أن 44% من ضحايا الحرائق هم من المجتمع العربي، و33% من قتلى حوادث الطرق هم من المجتمع العربي. وأوضح ادري ان وزارته رصدت الميزانيات حيث اقيمت في السنوات الاخيرة 7 مراكز شرطة جديدة في المجتمع العربي و4 محطات اطفاء اضافة لتفعيل خطة شرطة المدينة في عدد من السلطات المحلية العربية. وأشار ادري الى انه فقط 5% من الميزانيات المرصودة في الوزارة تم استغلالها من رؤساء السلطات المحلية ومن هنا ادعوهم لإستغلالها والتوجه الينا دائمًا.
فيما قال اللواء جمال حكروش ان المجتمع العربي ليس عنيفا بل هو مجتمع يعاني من العنف، وغالبية المواطنين في المجتمع العربي ملتزمون بالقانون ويعانون من عنف لدى فئة قليلة. واضاف حكروش انا اليوم متفائل وارى التغيير في الميدان، خلال عام 2018 نسبة العنف في المجتمع العربي ارتفعت بنسبة 8% ولكن في البلدات التي تواجدت فيها الشرطة انخفضت نسبة العنف.
وسبق انعقاد المؤتمر جولة في مدينة أم الفحم تخللها اجتماع عمل مع رئيس بلدية أم الفحم د.سمير صبحي، وجلسة مع العاملين الإجتماعيين في قسم الخدمات الاجتماعية بالمدينة حول العنف داخل العائلة وضد النساء، وجلسة أخرى مع مجلس الشبيبة حول العنف في أوساط أبناء الشبيبة ولقاء مع سهام أبو هيكل التي فقدت زوجها واثنين من ابنائها جراء جريمة قتل بشعة قبل نحو 8 سنوات وحتى الآن لم يكشف لغز هذه الجريمة النكراء. وقال بيباس خلال حديثه مع سهام أبو هيكل ان على الشرطة التواجد في البلدات العربية لمعالجة اعمال العنف ولن نسمح بأن تكون دولة داخل دولة، ونحن هنا اليوم حتى نؤكد ان الوزارات الحكومية ذات العلاقة مع الشرطة ومركز السلطات المحلية لبحث معالجة مظاهر العنف بشكل جذري وشامل.يشار الى ان مركز السلطات المحلية سينظم مؤتمرا مماثلاً لرؤساء السلطات المحلية العربية في منطقتي الشمال والنقب.