مركز التأهيل المهني "ماعس" ... وجهٌ حضاري في بلدي

مركز التأهيل المهني "ماعس" ... وجهٌ حضاري في بلدي
 

مركز التأهيل المهني "ماعس" ... وجهٌ حضاري في بلدي

 زيارة مفاجئة، وبدون سابق تنسيق مع أحد، ولا حتى إعلام أحد، تلك هي الزيارة التي قمت بها الأسبوع الماضي الى مركز التأهيل المهني "ماعس". والاخير مركز يُعنى بتشغيل وتأهيل ذوي القدرات الخاصة.

فما أن دخلت المركز حتى بدأت القلوب الطيبة الترحاب بي: "أهلا دكتور سمير" .. "شرفت يا رئيس البلدية"... البعض يعانق والكل يصافح والبسمة على شفاه الجميع؛ هكذا استقبلتُ من قبل نزلاء مركز التأهيل المهني "ماعس". 
 
لا بد لي بعد هذه الزيارة ان أكتب عن انطباعاتي التي خرجت بها، وذلك كي أفي المركز ونزلاءه حقهم وأيضا لأعبر عن أمل خامرني تجاه بلدنا العزيزة أم الفحم؛ وبذلك الخص:
 
1. يتمتع المركز بمبنى راقٍ يتوافق والأهداف التأهيلية التي لأجلها شيّد.
 
2. مستوى نظافة المركز تفوق أمثاله في الوسط اليهودي وتضاهي أمثاله في أوروبا ولا أبالغ النعت، فكل الاحترام لهم. 
 
3. التزام كامل بقوانين العمل وانضباط مثير جداً للإعجاب، هكذا هو العمل وبهذا يكون الانجاز.
 
4. يتمتع المركز بمرافق حيوية لجهة الرفاهية كالنادي الاجتماعي والغرفة الرياضية والساحات الرياضية، فضلا عن كافيتريا مجهزة بكل ما يحتاجه النزلاء ومدارة بشكل كامل على يدهم، فكل التقدير لهم. 
 
5. لفتني أن جميع ممتلكات ومرافق المركز مُحافظ عليها، ولمّا اعتقدت أنه بفعل الصيانة المستدامة، جاءني الجواب أن ذلك بسبب حفاظهم على المركز وممتلكاته ومرافقه، فالف باقة ورد لهم على هذه الأخلاق السامية.
 
6. وجود دفيئة "الأمل" والتي يزرعها النزلاء بالطريقة الحديثة (هيدروبونيكا - زراعة مائية) فضلا عن قطف ثمارها وتزويد مطبخهم ببعض أنواع الخضروات، فلهم الثنايا على هذا العمل.
 
7. أما ورشات العمل؛ ففيها وجدت من الأعمال ما لم أكن أتوقعه، النزلاء خلية نحل نشطة ينفذون أعمالاً متعددة ومتنوعة غاية بالدقة والتعقيد، فالف تحية للسواعد الجبارة.
 
تعجبت للأمانة من طبيعة الأعمال التي يقومون بها وفهمت تماما أن هذه الشريحة من ابنائنا تملك قدرات انتاجية هائلة وأن المنتوجات التي يصنعونها تدخل أهم الأسواق في البلاد، هذه القدرات تجعلهم بطبيعة الحال متساوين الى حد كبير مع أي شريحة أخرى، فلهم تحايا الإجلال والإكبار.
 
ومن الأمور التي لفتتني أيضاً، وجود عدد لا بأس به من المتزوجين الذين يعيلون أسرهم، والمركز أيضا يضعهم نصب عينيه ويقدم لهم الخدمات سوية مع زوجاتهم وأبنائهم، كما ولفتني وجود ما يقارب من الثلاثين نزيلاً يعملون في سوق العمل الحر، الأمر الذي يزيد في تأهيلهم ودمجهم داخل المجتمع المحلي، فضلا عن المردود المادي الجيّد، والذي يساعدهم في بناء حياة اجتماعية ومالية كريمة. فهمت أيضا من طاقم المركز أن كل الاعمال والانجازات والنشاطات التي يقوم بها المركز أساسها التعاون مع الأهالي، وهذا التعاون متوفر بدرجة كبيرة بين المركز والأهالي وهنا سر النجاح.
 
لا بد لي أن أشير وبكل وضوح وصراحة أن كل ذلك ما كان ليتحقق لولا وجود إدارة وطاقم مخلصاً بعمله منتمياً لبلده ولمهنته، فالف شكرٍ لهم، فهكذا هم موظفونا حين يعملون ويبدعون.  
 
بعد كل ذلك، بودي القول: في بلدنا كثيرة هي الأشياء الجميلة والرائعة والتي تبعث على الأمل، الأمل في غد مشرق ومستقبل نيّر، في بلدنا سيكون الغد أجمل بعون الله.
 
بعد كل الذي قيل أعلاه لا بد أيضا أن اتحدث عن غصة مؤرقة ومتعبة، وهي بلا شكل مماثلة لغيرها من الغصات؛ انها التعدي على الملك العام. للأسف لاحظت من خلال زيارتي لمركز التأهيل المهني ان بعض الجيران تجرؤوا على الملك العام وعلى ملك البلدية ناهيك عن كب النفايات والأوساخ قرب المركز وهذا ما لا يجوز ابداً ولا يليق البتة بمجتمعنا الفحماوي الأصيل وبالطبع لن نسكت عليه ولن نسمح باستمراره.
 
في نهاية هذا المقال، لا بد لي أن أتقدم بجزيل شكري وامتناني لنزلاء مركز التأهيل المهني "ماعس" واحداً واحداً والشكر موصولٌ لمديره السيد ابراهيم اسماعيل "أبو حازم" ولجميع الطاقم على هذا العمل المبدع والخلّاق، والى مزيد من النجاحات... بأمثالكم نفتخر.