مرة أخرى عن الاعتداء على الحيز العام

مرة أخرى عن الاعتداء على الحيز العام
 

مرة أخرى عن الاعتداء على الحيز العام

 سمير صبحي - رئيس بلدية أم الفحم

أهلنا الأحباب في بلدنا أم الفحم: كنا قد تحدثنا في مقالات سابقة حول ضرورة الحفاظ على الحيّز العام، سواء الشارع العام أو النظافة أو المدرسة أو الرصيف أو المتنزه وغيرها، وها نحن نعود ونكرر الحديث حول هذا الموضوع، لأننا وبكل أسف ما زلنا نرى البعض منا يعتقد أن الحيزَ العامَ "ملكه الشخصي" ويتصرف فيه كما يحلو له.
لا زلنا نرى يومياً من يحلو له احتلال الحيز العام من الرصيف، فيمنع المارة من المشي عليه لأنه يوقف سيارته على الرصيف باعتباره موقفاً خاصاً لسيارته، وما زلنا نرى من يحتل الرصيف العام، فيجعل منه وبكل أسف "كيوسك" ليبيع الوجبات السريعة، أو "عريشة" لفاكهة الموسم، من بطيخ أو شمام أو تين أو لوز وغيرها، ولا زلنا نرى - وبكل أسف - من يحتل الرصيف العام فيجعل منه معرضاً للسيارات، ولا يحلو له هذا المعرض إلا في مدخل المدينة الرئيسي، ليستقبل بهذا المعرض - وبكل أسف - الضيوف الداخلين لأم الفحم، وما زلنا نرى – وبكل أسف – يومياً من يغلق شارعاً داخل أحياء المدينة ولعدة ساعات، ودون سابق إنذار، لأن مضخة الباطون تقف أمام بيته تصب الباطون، فيتسبب بأزمة مرورية حادة. وما زلنا نرى – وبكل أسف – من يفتتح قاعة للمناسبات، ولا يخطط لموقف سيارات أمام قاعته فيحتل الرصيف والشارع العام ليحوله لموقف سيارات عمومي.
ومع ذلك نطالب البلدية - مراراً وتكراراً - أن تنظمَ المدخلَ الرئيسي وتنظفه ونطالب بمدخل يليق بالمدينة، مع التأكيد أننا نسير ضمن برنامج شامل وكامل لتجميل المدخل الرئيس لبلدنا ام الفحم، وما قمنا به حتى الآن، أقل بكثير لما يتم التخطيط له مستقبلاً.
أهلنا الكرام: يطالب البعض البلدية بتنفيذ المشاريع، من دوار ومتنزه، وتجده – بكل أسف – هو ذاته من يعيق تنفيذ هذا المشروع، وهو من يرفض حتى وضع محطة باص أمام بيته، أو حتى عامود للمحطة، لخدمة أهلنا، ويقوم أحيانا بتهديد ووعيد من يقوم بذلك على مقربة من بيته، بل يقول - وبكل أسف: "أريد أن أضمن مدخلاً لأحفادي من بعدي بعد 50 سنة"، وما زلنا نرى - وبكل أسف - من يعتدي على الحيز العام، فيبني في شارع مخطط ومصادق عليه، حتى يغلق الطريق أمام البلدية لشق هذا الشارع، ولا يُبقي لها خياراً آخر، وما زلنا نرى – وبكل أسف - من يمنع التقدم ببناء روضات لأطفالنا ليتعلموا بها، بدلاً من أن يبقوا يتعلمون في غرف مستأجرة، بحجة وادعاء: "الحفاظ على مشاعر أمي وارتباطها بشجرة زيتون مزروعة هناك"، على حد تعبيره، رغم أن هذه الأرض تابعة للبلدية.
نعم يا أهلنا، هذه هي الحقيقة المؤلمة والمرّة أيضا، وهي أننا لا نريد قول الحقيقة، وأننا بأيدينا، أحيانا كثيرة، نعيق المشاريع، وبأيدينا نشوّه وجه الشارع العام فنلقي فضلات الطعام والشراب من شباك السيارة دون رادع أخلاقي أو ديني أو قانوني.
بالسؤال عن الإجراءات الرسمية التي ننوي اتخاذها حيال هذه الاعتداءات والتعديات على الحيّز العام، نؤكد أننا في بلدية أم الفحم بصدد ترتيب موضوع الاعتداءات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة قريباً بحق هذه التجاوزات، بل سيكون هناك تنفيذ للقانون عبر أطر من خارج أم الفحم لردع هذه الحالات واعتداءاتها وسطوها على الحيّز العام.
بإذن الله تعالى، لن نيأسَ، ولن نكلّ ولن نملّ، وسنبقى نعمل وفق رؤيتنا ومخططنا بأن نجعل أم الفحم، تاجَ البلدان، بل زهرة البلدان، من حيث النظافة والنظام والورود على طول الشارع الرئيس، والحفاظ على الحيز العام، ونحن متفائلون وكلنا أمل بأننا نملك الإرادة والعزيمة لتنفيذ ذلك.
 كما أننا نتوخى الخير في أهلنا الذين "يمونون" على أقاربهم أو جيرانهم أو أصحابهم أن يساهموا معنا قدر المستطاع، في إقناعهم بأن المصلحة العامة فوق الجميع، فعندما تقدم شيئاً لبلدك، أو تقدم بضع أمتار أمام بيتك للشارع العام، فأنت تساعد بلداً كاملاً وتكسب بهذا العمل أجراً من الله، إلى جانب أنك تحظى بحب الناس وتقديرهم.
ختاماً، ننهي بشيء من التفاؤل والأخبار السعيدة، القادمة هذه المرّة من جهة فريقنا الحبيب الأحمر الفحماوي "هبوعيل"، بحيث نتقدّم    بأجمل التهاني والتبريكات إلى الإدارة واللاعبين والجمهور الرائع بمناسبة فوزهم الأول والمستحق لهذا الموسم، على فريق "بيتح تكفا" في ملعب "هموشفا" بالنتيجة واحد إلى صفر، فألف ألف مبروك وإلى الأمام.