أزمة الكورونا: ماذا لم تفعل بلدية ام الفحم؟!

أزمة الكورونا: ماذا لم تفعل بلدية ام الفحم؟!
 

أزمة الكورونا: ماذا لم تفعل بلدية ام الفحم؟!

 إلى أهلي في بلدي

 
سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم
 
ماذا لم تفعل بلدية ام الفحم من أجل محاربة انتشار فيروس كورونا في المدينة؟! خاصة وأن عدد المصابين وبكل أسف في دالة تصاعدية، وذلك منذ اليوم الاول الذي أعلن في الدولة بشكل رسمي عن توقف عجلة الحياة الطبيعية والبدء بنمط حياة جديد لم نعهده من قبل يوم 15.3.2020؟! وهل كانت هناك خطوات او إجراءات لم تتم او لم تنفذ؟!
 
نقول وبالله التوفيق، اننا منذ بدء انتشار هذا الفيروس استشعرنا خطره ومدى عدواه وضرورة التحرك السريع لتطويقه وتحجيمه وتقييده بالقدر الممكن، فقمنا بوضع مخطط عمل واضح المعالم وشامل لكافة الجوانب: الإعلامية، الاجتماعية، النفسية، الصحية، الطبية، القانونية وغيرها، وما زلنا نتابع هذا المخطط بشكل يومي وعبر جلسة تقييم وتقويم يومية، ومتابعة لعمل كافة الأطراف والأشخاص الذين يعملون ضمن طاقم الطوارئ البلدي الذي شكل منذ بداية الأزمة، مع تطوير هذا المخطط وفق التطورات الحاصلة في الميدان وعلى الساحة، ووفق المعطيات اليومية التي نحصل عليها من وزارة الصحة، من عدد المرضى وعدد الموجودين داخل الحجر الصحي.
 
نبدأ بالجانب الإعلامي، فقد كرست وركزت البلدية في معركتها ضد هذا الفيروس على هذا الجانب، كونه أحدَ أهم الأدوات والآليات المتبعة للوصول الى الجمهور لإيصال رسائلها اليومية اليهم وتوجيه البيانات الإخبارية الخاصة وبيانات التوعية والإرشاد والتوصيات والتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية، بالإضافة إلى اللقاءات والمقابلات اليومية مع العديد من القنوات والإذاعات والصحف والمواقع، العربية منها والعبرية كذلك، ويومياً تشهد بلدية ام الفحم حضور الطواقم الإعلامية للبث المباشر كذلك وعبر الوسائط الاجتماعية من فيس بوك وانستغرام وغيرها. مع علمنا وتأكيدنا لأهمية الإعلام في مثل هذه الحالات ودوره الفاعل والمؤثر والكبير.
 
في جانب الفحوصات للكشف عن الفيروس من قبل نجمة داود او صناديق المرضى المختلفة، قمنا وبحمد الله بالتواصل مع إدارات هذه المؤسسات، فكانت النتائج طيبة ووضعت الصناديق الثلاث "كلاليت" و"مئوحيدت" و"مكابي"، برنامج فحوصات على مدار الأسبوع، كما نجحنا ومن خلال التواصل مع نواب القائمة المشتركة د. احمد طيبي ودكتور يوسف جبارين، أيضا بأن تقوم نجمة داود بإجراء فحوصات داخل البلد، وذلك يوم غد السبت وستكون المحطة في ساحة السوق البلدي، على أن يتبع ذلك أيام أخرى غير السبت.
 
فيما يخص تعليم الطلاب عن بعد وهم في بيوتهم، ولقضاء وقتهم دون ملل فقد وضع برنامج كامل متكامل بالتعاون بين جناح المعارف والمركز الجماهيري ومسرح وسينماتك ام الفحم، والبرنامج يسير وبحمد الله على أحسن وجه وأفضل ما يمكن، فهناك التعليم وهناك المسابقات المحوسبة عن بعد وهناك الأفلام المناسبة للطلاب، ليس هذا فحسب، بل إن العمل في هذا الجانب كشف لنا حجم العدد الكبير من طلاب ام الفحم الذين ليس لديهم جهاز حاسوب في البيت، او ليس لديهم شبكة انترنت، فكان هذا سبباً لحملة جمع تبرعات للحواسيب لهؤلاء الطلاب وتزويدهم بالأجهزة المطلوبة، فقمنا كذلك بالتواصل ليس فقط مع الموسرين في بلدنا إنما طلبنا من عدد من المؤسسات الرسمية مثل بنك مركنتيل الذي وعدنا بالتبرع بعدد من الحواسيب لهؤلاء الطلاب.
 
على المستوى الطبي كان لنا تواصل طيب أيضا مع عدد من الأطباء والمسؤولين في العيادات المختلفة في ام الفحم، والذين لم يقصروا أبدا وأبدوا استعدادهم الكامل لتقديم اية مساعدة واية خدمة لأهلنا في ام الفحم فيما يخص هذا الجانب.
 
وفي هذا الجانب أيضا قمنا وبالتعاون مع وزارة الصحة بفحص مركز النور الطبي ليكون مأوى جاهزاً للمصابين في حال لا قدر الله تفاقمت الإصابات، بالإضافة إلى فحص مركز جمعية السلام للمسنين أيضا ليكون هو الآخر جاهزاً في حال الحاجة لذلك.
 
على الصعيد الصحي والتواصل مع المرضى المصابين او الأشخاص الموجودين في الحجر الصحي المنزلي، فقد عملت البلدية وما زالت وعلى مدار الساعة للتواصل مع هؤلاء جميعا، وتقديم المشورة لهم وتوجيههم لعمل الفحوصات اللازمة وما هو المطلوب منهم وكيفية الحفاظ على أهلهم داخل البيت الواحد دون عدوى. وأنا بنفسي قمت بالاتصال بعدد كبير منهم والاطمئنان عليهم والتواصل معهم، سواء الموجودون في بيوتهم او في المستشفيات او الفنادق العلاجية.
 
كذلك الأمر في الجانب النفسي والاجتماعي والتواصل مع المصابين بالفيروس وعائلاتهم وتقديم كل الخدمات الممكنة لهم ومساعدتهم في إيجاد أماكن تأويهم خارج البلد او داخلها حتى للحجر الصحي، وخاصة للمصابين الذين لا يجدون مكانا للمكوث به خلال فترة الحجر.
 
في الجانب الصحي أيضاً ومن باب النظافة والحفاظ على المؤسسات التي تقدم الخدمات هذه الفترة نظيفة ومعقمة، فقد قمنا وما زلنا بتعقيم وتنظيف هذه المؤسسات مثل مداخل فروع البنوك والبريد والشوارع داخل المدينة بشكل عام.
 
في جانب الاستعلامات والطوارئ فقد تم توسيع دائرة العمل في مركز الاستعلامات والطوارئ البلدي (106 او 8701*)، فعززنا هذا المركز بطاقم عمل ومتطوعين يعملون يوميا من السابعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً إلى جانب طاقم من العاملين الاجتماعيين والاختصاصيين النفسيين المتواجدين بتواصل معهم لمتابعة أية حالة تستدعي التدخل.
 
في جانب المساعدات العينية والطرود الغذائية ووجبات الطعام اليومية المقدمة فقد عملت وما زالت لجان الطوارئ في الأحياء المختلفة على تحضير وتجهيز هذه الطرود، وفي الأيام القليلة القادمة سيتم توزيع المرحلة الأولى من الطرود الغذائية لعدد من العائلات في المدينة، حيث تم تحضير ما يقرب من 5000 طرد غذائي. هذا إضافة الى الوجبات المقدمة يوميا للمسنين. وهذا كله أيضا بفضل التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية الفاعلة في بلدنا.
 
في جانب تطبيق القانون وفرضه على المخالفين قمنا بالتواصل مع الشرطة والشرطة البلدية وحثهم على فحص المحلات والأشخاص المخالفين وعمل جولات تفتيش ميدانية، وفعلاً نشهد خلال الأيام الأخيرة تحركاً ملحوظاً من طرفهم ووضع الحواجز ومخالفة محلات كثيرة او اشخاص، فلهم الشكر والتقدير لاستجابتهم لمطالبنا وتعاونهم في هذا الجانب. ليس هم فقط بل يساندنا في ذلك مندوبون عن الجبهة الداخلية كون هذا الفيروس هو حالة طوارئ، فالطوارئ ليست فقط هزة أرضية او فيضانات او حرائق وغيرها، فلهم أيضا نقدم الشكر والتقدير لهذا الدعم وهذه المساندة.
 
كما أن إدارة البلدية بتواصل تام ومستمر مع الوزارات والمؤسسات المختلفة وعلى رأسها وزارة الصحة ووزارة الداخلية، اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، لجنة المتابعة العليا، هيئة الطوارئ العربية المنبثقة عن اللجنة القطرية ولجنة المتابعة، أئمة المساجد في بلدنا ومشايخنا الأفاضل، اللجنة الشعبية المحلية، لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية، اعضاء القائمة المشتركة وغيرهم.
 
وبعد هذا السرد لما تقوم به بلدية ام الفحم إزاء هذا الوباء، فإننا لا ندعي الكمال، فالكمال لله وحده، ونحن نجتهد، نخطئ ونصيب، خاصة أن دولاً عظمى وحكومات كبيرة نراها كيف تتعامل مع الوضع، كون المرض داهم الجميع وباغتهم على حين غرة. كما اننا نعمل وفق تعليمات وقوانين تضعها الحكومة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية. وبكل الأحوال إذا كانت هناك اية اقتراحات او خطوات قابلة للتنفيذ، لم نقم بها، فعلى الرحب والسعة، يمكن التوجه لمركز الطوارئ البلدي والتحدث معهم وايصال اية رسالة او نصيحة او اقتراح، مع الشكر الجزيل مسبقاً.
 
فالشكر كل الشكر لكل واحد قدم لنا نصيحة او اقتراحاً او ساهم في ايصال رسالتنا للجمهور الكريم، كي نعمل على الحدّ من انتشار هذا الفيروس، والشكر لأهالي ام الفحم الذين استجابوا بغالبيتهم للتعليمات، وعملوا وفق هذه التعليمات، الشكر أيضا لكافة المحلات والمصالح التجارية التي قامت بتعقيم المحلات والعمل وفق الإجراءات المطلوبة، خاصة في حال تبين أن أحد المصابين دخل أحد هذه المحلات أو مرّ من هناك، الشكر لكل شخص تبرع من ماله ووقته وجهده لصالح العائلات الكريمة، او تطوع وعمل على ايصال المساعدات والطرود الغذائية وغيرها الى من هم بحاجة لها او الى المسنين من لجان الأحياء والناشطين والمتطوعين، الشكر للطواقم الطبية كافة في مدينتنا، وطاقم العاملين الاجتماعيين وطاقم الاختصاصيين النفسيين وطاقم الصحة وطاقم المعارف والمركز الجماهيري في البلدية، الشكر لطواقم إسعاف نجمة داود الذين يقومون بإجراء الفحوصات، الشكر للجنود الأخفياء الذين نجهلهم ويعلمهم الله وحده فلهم كل الشكر والتقدير.
 
أخيرا يا أهلنا
في الأيام القريبة يحلّ علينا شهر رمضان المبارك، وحسبما نرى فإن الوضع لا زال غير مهيئٍ أن يكون رمضان هذا العام كرمضان في الأعوام السابقة، من صلاة تراويح او عزومات عائلية او إفطارات جماعية أو أمسيات رمضانية، عليه فإننا نطلب من أهلنا في ام الفحم أن يلتزموا بالتعليمات التي ستصدر بهذا الشأن، وخاصة بما يتعلق بالمساجد واستمرار اغلاقها أمام صلاة التراويح. كما نرجو من أهلنا التقيد بالتعليمات والبقاء داخل البيوت وعدم الخروج، الا للضرورة، حتى تزول هذه الغمة بإذن الله تعالى.
 
حفظنا الله وإياكم وأزال عنا هذا الوباء والبلاء