عدم التزامنا وانضباطنا هو ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه

عدم التزامنا وانضباطنا هو ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه
 

عدم التزامنا وانضباطنا هو ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه

  د. سمير صبحي: عدم التزامنا وانضباطنا هو ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه

إلى أهلي في بلدي
ما زلنا نعيش صدمة قرار كابينيت الكورونا الحكومي، بعدم افتتاح السنة الدراسية الجديدة في مدينة ام الفحم، بعد تعريفها وتصنيفها ضمن البلدات الحمراء، الأمر الذي حرم نحو 19000 طالب وطالبة من بلدنا من فرحة اليوم الأول في المدرسة والعودة للمدارس بعد نحو أكثر من خمسة أشهر متتالية بسبب فيروس الكورونا. فليس أصعب من أن يأتي يوم 1.9 ويبقى الطلاب في بيوتهم ولا يذهبون الى مدارسهم، بعد أن جهزوا كتبهم وقرطاسياتهم وملابسهم المدرسية، فهذا موقف صعب وصدمة كبيرة، فالأصل أن يكون هذا اليوم يوم عيد لنا جميعاً.
وما زال أهلنا في ام الفحم – وبكل اسف – مستمرين بحياتهم اليومية الطبيعية العادية، وكأن شيئاً لم يكن، وأعني هنا وأخص بالذكر تنظيم الاعراس والمشاركة بها من قبل المدعوين، عدا عن التجمعات والتجمهرات في المجمعات والمحلات التجارية، دون أدنى الاحتياطات المطلوبة للوقاية من الإصابة بفيروس الكورونا، او العدوى، وكأن لسان حال كل واحد فينا يقول: الكورونا بعيدة عن عرس ابني ولن تصيب أحدا من المدعوين!!! فمن أين تأتي هذه الإصابات يومياً إذن وبالعشرات، وبمعدل أكثر من ثلاثين إصابة يومية، وكيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه ودخلنا المنطقة الحمراء والآن التهديد بالإغلاق أيضا؟!
يا أهلنا في ام الفحم
بالأمس تحدث معنا البروفيسور جامزو مسؤول الكورونا في البلاد، وتشاور معنا بشأن الإغلاق التام لبلدنا ام الفحم، الأمر الذي يعني فرض حظر التجوال وإغلاق المحلات ومنع الاعراس في بلدنا يومياً من ساعات ما بعد العصر الى ساعات الفجر من اليوم التالي. سؤالنا هو: هل يرضيكم هذا الحال الذي وصلنا إليه؟ّ! ذلك بما كسبت أيدينا جميعاً، أن نوقف حياتنا نحن بأيدينا لأننا لا نريد ان نلتزم بتعليمات وزارة الصحة، ما هي المشكلة في أن ندعو للأعراس فقط الدائرة المقربة من الأهل والأقارب؟! ما هي المشكلة أن نؤجل قدر الإمكان أعراسنا في المرحلة الحالية تأجيلاً مؤقتاً لحين عبور هذه الازمة بسلام وأمان؟! ما هي المشكلة أن نختصر حتى في أعراسنا، بدل أن نقيم الأعراس على مدار أسبوعين من السهرات وجبلة الحنا وسهرة العروس وسهرة العريس والتعاليل وغيرها من المراسيم، ونجعل العرس ليلتين فقط لا أكثر؟! حتى نخفف قدر الإمكان من الاحتكاك والتواصل والاتصال والمصافحة والتقبيل بين الناس؟! علينا أن يعذر بعضنا بعضاً في هذه الظروف وان نتفهم الحال والوضع الذي وصلنا إليه. ما المشكلة في عدم فتح بيوت العزاء وتقديم التعازي عن بعد بالوسائل الحديثة مؤقتاً؟!. ولا نخرج من البيوت إلا للضرورة القصوى من شراء حاجيات أساسية للبيت، حتى نقلل الحركة والاحتكاك بين بعضنا البعض.
كما اننا في ذات الوقت ندعو أهلنا إلى إجراء أكبر قدر من الفحوصات، لأن الفحوصات هي التي تعطينا صورة واضحة عن الوضع في بلدنا، وعن طريقها فقط نضمن أن تخف حدة الإصابات والعدوى والعلاج والشفاء، وهذا لا ينقصنا فمحطة الفحص في قاعة السوق البلدي موجودة يوميا من الاحد حتى الجمعة ولا حاجة لأي ورقة او توجيه او حجز دور مسبقاً.
ليس هذا فقط، فحسب المعطيات الرسمية هناك نحو 500 شخص في ام الفحم المفروض أن يكونوا في الحجر الصحي المنزلي، لكن هل فعلاً هؤلاء جميعاً يلتزمون الحجر الصحي المنزلي؟! وهل فعلاً المصابون المؤكدون في بلدنا من 360 إصابة نشطة وفاعلة يبقون في بيوتهم حتى الشفاء التام؟! للأسف الجواب لا، فعدد لا بأس به من هؤلاء، المصابين والموجودين بالحجر الصحي، يخرجون دون وازع ولا رادع، ولا نقول ذلك من بنات أفكارنا، فأين هي المسؤولية الفردية والجماعية تجاه أهل بلدنا؟! أين هو الوازع الديني والأخلاقي والذي يأمرنا بالالتزام بالتعليمات حتى ننجو أنا وانت وهو وننجو جميعاً من الغرق؟! وفقط للإشارة فإن الشرطة أعطت هذا الأسبوع مخالفة لأحد المواطنين في بلدنا والذي خالف أمر الحجر الصحي وخرج من البيت، حيث غُرّم بقيمة 5000 شيكل.
مرة أخرى عن النظافة في الحيز العام
تحدثنا عن ذلك سابقاً ونكرر الحديث مرة أخرى، ليس لأننا نريد أن نكرر الكلام، بل لأن الأمر يؤلمنا ويحزننا، ومشاهد النفايات الصلبة وبقايا الخزائن والأثاث والثلاجات وغيرها، ما زالت بكل أسف تملأ شوارعنا وأمام بيوتنا، وفي حواشي الطرق وأطراف البلد. كيف نفسر أن أكوام بقايا الشجر تتحول بقدرة قادر إلى مزبلة كبيرة لكل شيء، بقايا ترميم بيوت وبقايا أثاث وبقايا أدوات كهربائية؟! ألم يحن الوقت أن نفصل بين النفايات البيتية الخاصة بالمطبخ وبين بقايا الشجر، او الكرتون او النفايات الالكترونية والكهربائية، والتي قريبا بإذن الله سنبدأ أيضا بوضع محطات خاصة لها في بلدنا بعد ان اعتمدنا شركة تختص بهذا المجال. ألم يحن الوقت أن نذوّت مفهوم الحفاظ على البيئة بصورته الكاملة؟! حتى خلاطات الباطون التي تعمل ويعلم سائقوها أنهم لا يستطيعون تعبئة محتواها بالحد الأقصى بسبب طبيعة شوارع ام الفحم وجغرافيتها الجبلية، وفي كل مرة يعود سائقو هذه الشاحنات ويسكبون الباطون في الشوارع خلال عملهم، وهذا الأسبوع تم مخالفة أحد مصانع الباطون العاملة في ام الفحم بقيمة 8000 شيكل لتسببه بتلويث الحيز العام وانسكاب الباطون بشكل كبير في الشارع العام.
ويهذا السياق قريباً سيتم تركيب عدد من كاميرات المراقبة البلدية في عدد من المناطق في المدينة، وخاصة المناطق التي يتم فيها إلقاء النفايات بكل أنواعها، في أماكن عامة ومفتوحة وعلى حواشي الطرق او أطراف البلد، حيث سترصد هذه الكاميرات كل مخالفة من هذا القبيل من خلال مراقبتها في مركز الرقابة والطوارئ البلدي.
شكراً لكم
شكر كبير نقدمه للجمعيات الخيرية والمؤسسات العاملة على الساحة الفحماوية، والتي قامت عشية افتتاح السنة الدراسية بمساعدة العائلات الكريمة التي هي بحاجة للكتب والحقائب المدرسية والقرطاسيات والملابس المدرسية، او من خلال البازارات الخيرية وتبديل الكتب، فبارك الله فيهم وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.