22 عاماً على أحداث الروحة و20 عاماً على هبة القدس والأقصى

22 عاماً على أحداث الروحة و20 عاماً على هبة القدس والأقصى
 

22 عاماً على أحداث الروحة و20 عاماً على هبة القدس والأقصى

إلى أهلي في بلدي
د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم
أحيت الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني أمس الخميس الذكرى الـ20 لهبة القدس والأقصى، والتي حصلت في نهاية أيلول وبداية تشرين أول من العام 2000 واستشهد فيها 13 شاباً من مختلف البلدات العربية بالإضافة إلى آلاف الجرحى، حيث كان لبلدنا ام الفحم نصيب من الشهداء والجرحى وهم الشهيد احمد صيام، الشهيد محمد جبارين (عمري) والشهيد مصلح أبو جراد (غزة)، رحمهم الله، وبهذه المناسبة قمنا أمس الخميس، واستجابةً لقرارات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بإحياء هذه الذكرى بزيارة أضرحة الشهداء وتنظيم وقفات في دوارّات الشهداء في بلدنا، بمشاركة عدد من رؤساء السلطات المحلية والنواب العرب من القائمة المشتركة وأهالي الشهداء وأعضاء من المجلس البلدي واللجنة الشعبية المحلية.
وفي نفس السياق فإن ذكرى أخرى ترتبط بجذورنا وأرضنا وهويتنا وتاريخنا على هذه الأرض، هي ذكرى أحداث أرض الروحة، والتي اندلعت يوم 27.9.1998 حينما هاجم الجيش والعسكر والشرطة أهلنا في خيمة الاعتصام التي أقاموها في حينه على أرض الروحة، احتجاجاً على إصدار أمر من القائد العسكري بتحويل المناطق 105 و107 و109 إلى مناطق عسكرية مغلقة ومنع أصحابها من أهلنا في ام الفحم من دخولها، حيث اعتدت القوات الخاصة وحرس الحدود على أصحاب الأرض من كبار السن، ثم بعد ذلك أكملوا الاعتداء على حرم المدرسة الثانوية الشاملة والتسبب بإصابة نحو 700 طالب وشاب، خرجوا للدفاع عن أرض الآباء والأجداد.
هاتان الذكريان تحلان علينا اليوم، لنتعلم منهما دروساً ونستلهم منهما عبراً، في التاريخ والجغرافيا والسياسة، لنربي أبناءنا وبناتنا على حب الوطن وحب الأرض وحب بناء بلدنا وتعميره.
والصلح خير ......
هذا الأسبوع كانت شرطة المدينة قد اتصلت بي عدة مرات، وبكل أسف كانت في كل مرة تخبرني عن خلاف أو نزاع عائلي داخلي في بلدنا، تطور إلى اعتداء او ضرب او تقديم شكاوى في الشرطة.
نعلم يا أهلنا أن الظروف الحالية التي نمر بها بسبب جائحة الكورونا، ليست بالسهلة او البسيطة، وإنما هي ظروف عصيبة، وظروف ضاغطة، أوقفت عجلة الحياة الطبيعية، خاصة بما يتعلق بالبطالة والركود الاقتصادي وزادت الضغوط النفسية، ولعلها تكون أحد أسباب زيادة الخلافات العائلية والأسرية الحاصلة في هذه الأيام، وليست هي وحدها بالتأكيد، لأن الخلافات والنزاعات بكل أسف كانت قبل الكورونا.
فيا أهلنا الكرام؛ حافظوا على النسيج الاجتماعي العائلي الواحد، حافظوا على السلم البيتي الواحد، حاصروا الخلافات العائلية ووأدها في مهدها قبل أن تتطور وتستفحل ولات حين مناص، لا تعطوا فرصة للشيطان أن يدخل بينكم قبل أن تندموا ولات حين مندم. أحبوا بعضكم وازرعوا الاخوة بينكم، وعلموا أبناءكم صفات الخير والحب والأخوة والسلم والصفح، فقدوتنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القائل: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، أي أحسنهم عِشْرةً ومعاملةً وأفضلهم خلقاً مع عياله وأسرته.
فيروس كورونا ...... نحن في الطريق الصحيح
استمر هذا الأسبوع أيضا، بحمد الله، الهبوط والتراجع بعدد الإصابات المؤكدة بفيروس الكورونا في بلدنا ام الفحم، حيث وصل العدد إلى أقل من 400 إصابة نشطة، في الوقت الذي كان قبل شهر نحو 800 حالة نشطة، وفي الوقت الذي يزداد فيه عدد الإصابات يومياً بمعدل 20-30 إصابة، بعد أن كان قبل نحو شهر يزداد يومياً بنحو 70-80 إصابة جديدة.
نحن في إدارة بلدية ام الفحم نسير بخطوات حثيثة ومدروسة نحو الخروج من هذه المحنة، صحيح أننا ما زلنا في اللون الأحمر ضمن الشارة الضوئية للكورونا، لكننا بالتزامنا وانضباطنا جميعاً بالتعليمات، سنخرج من المنطقة الحمراء الى الخضراء بهمة أهلنا وتعاونهم، وهذا يتطلب منا الاستمرار بالتجاوب مع نداءاتنا بإجراء أكبر قدر من الفحوصات، وكذلك التزام الحجر الصحي البيتي لمن يتطلب منه ذلك، وضرورة تعبئة نموذج الحجر الصحي المنزلي لوزارة الصحة، بهدف معادلة النسبة المطلوبة بين المصابين وبين الموجودين بالحجر الصحي. كما اننا في البلدية اعتمدنا وعلى مدار شهر أيلول المنتهي 10 محققين وبائيين، استجوبوا نحو 400 عائلة فحماوية بهدف قطع سلسلة العدوى لهذا الفيروس، وفي هذا السياق تبين لنا ان نحو 100 عائلة من الـ400 بحاجة الى دعم، حيث تم مساعدتها والتواصل معها.
مبادرات الخير والحواسيب
مؤخراً شهدنا في بلدنا عددا من المبادرات الخيرية، على مستوى شخصي او جمعيات خيرية او حتى على مستوى مدارس ام الفحم، هدفت هذه المبادرات لجمع التبرعات المالية وشراء الحواسيب للطلاب الذين يدرسون عن بعد ولا يملكون أجهزة حاسوب نقالة او أجهزة حواسيب لوحية (تابليت) في البيوت، وكلها مبادرات مباركة وخيّرة، تشعر بالجسد الواحد في بلدنا، ونحن في إدارة بلدية ام الفحم سعينا لتغطية النقص الحاصل بعدد الحواسيب لطلابنا، والتي تقدر بنحو 4000 حاسوب، وتم توزيع نحو 300 جهاز حاسوب حتى الآن من قبل جناح المعارف وقسم الخدمات الاجتماعية، وهناك موافقة رسمية وتمويل لتوزيع نحو 1850 حاسوباً آخر قريباً، وسنستمر بالسعي لتلبية احتياجات طلابنا، في ظل برنامج التعلم عن بعد وإغلاق المدارس.
نشكر للجميع هذه الهمّة العالية وهذا العطاء من أهلنا لأهلنا، وحبذا لو كانت هذه المبادرات كلها تحت سقف واحد يرعاها ويتابعها مع الجهات الرسمية، سواء مع المدارس المختلفة في بلدنا او مع جناح المعارف في البلدية.