د. سمير صبحي: *كورونا ..... أحمر بالبونط العريض*

د. سمير صبحي: *كورونا ..... أحمر بالبونط العريض*
 

د. سمير صبحي: *كورونا ..... أحمر بالبونط العريض*

 إلى أهلي في بلدي

د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم
 
*كورونا ..... أحمر بالبونط العريض*
 
سواء أقرّ المجلس الوزاري المصغر للكورونا، إغلاق مدينة ام الفحم أو عدم إغلاقها، فإنّ حقيقةَ كونها حمراءَ الآن وبعلامة 7.8 وفق الشارة الضوئية للكورونا، تعني الكثير، فهي تعني اولاً وقبل كل أشي، وأهم شيء، عدم عودة طلابنا في صفوف الخوامس والسوادس لمقاعد الدراسة يوم الثلاثاء الماضي، وهي تعني عدم عودة طلاب صفوف الثانوية؛ العواشر والحوادي عشر والثواني عشر؛ لمقاعد الدراسة يوم الأحد القادم ضمن 400 ألف طالب في البلاد سيعودون لمدارسهم الثانوية، ولو كانت فقط هذه النتائج السلبية وتبعات وجودنا في الدائرة الحمراء لكفت، لأن طلابنا هم أغلى ما نملك وهم عماد مجتمعنا ومستقبله، والمدارس هي الحياة وهي النظام.
كما أنّ حقيقةَ كوننا الآن في اللون الأحمر، واستمرار الإصابات الجديدة في بلدنا، تعني أننا ما زلنا نشارك في الأعراس بجموعنا، وما زلنا نشارك في بيوت العزاء بجموعنا، وما زلنا نلتقي ببعضنا البعض دون وضع الكمامة، ودون حفظ مسافة مترين، ودون التعقيم المستمر، وما زلنا ندخل المحلات والمجمعات التجارية دون أن نأخذ الاحتياطات اللازمة، سواء من قبل المشترين او أصحاب المحلات، إلا القليل منا من يفعل ذلك.
كما أن حقيقة كوننا عدنا للمنطقة الحمراء، والتهديد بالإغلاق والتقييدات، هو دليل اللامبالاة واللامسؤولية والاستهتار بالتعليمات، عند البعض وليس الكل مع الأسف، والتقصير وعدم أخذ الأمور على محمل من الجدية، فوجود اناسٍ مصابين بالكورونا يخرجون من بيوتهم ويتجولون بيننا يشهد على ذلك، ووجود أناس بالعزل الصحي يخرجون من بيوتهم ويتجولون بيننا، هو دليل ذلك أيضا. وعذراً من كل أهلنا الذين يتحلّون بالمسؤولية والاهتمام والقلق على مستقبل طلابنا وبلدنا، والذين يطبقون التعليمات والتوصيات.
كما انّ حقيقة كوننا في المنطقة الحمراء الآن يعني أن بلدنا ام الفحم فقدت حتى الآن 25 شخصاً، توفوا - رحمهم الله - بسبب الكورونا، وإن كنا نؤمن بالموت وتعدد أسبابه، وهناك الآن نحو 230 حالة نشطة وفعالة في بلدنا، بالإضافة إلى المئات الذين يجب أن يكونوا في الحجر الصحي المنزلي.
لكل ذلك يا أهلنا آن الأوان أن نصحو ونستيقظ ونتحمل المسؤولية، فردية وجماعية، لإعادة بلدنا إلى الدائرة الخضراء، كما كنا، ونستطيع ذلك إن أردنا، وذلك من خلال أشياء بسيطة جدا يمكننا فعلها جميعاً، مثل تقليل اللقاءات الجماعية والسهرات، وتقليل الأعراس وتأجيلها حالياً، وعدم فتح بيوت عزاء، إلا للدائرة المصغرة من أهل المتوفى، فبكل أسف، بيوت العزاء خلال الأسبوعين الأخيرين كانت تعج بالحضور والمشاركين.
نسأل الله أن يلطف ببلدنا وأن يحفظ أهلنا
*طلابنا في المدارس والمؤسسات المهنية والخاصة؛ أولى بالعمل والإنتاج والربح*
ام الفحم مدينة كبيرة بحمد الله، ليس فقط من حيث عدد السكان، وإنما من حيث المؤسسات والأطر، التربوية والتعليمية والمهنية والصناعية، المنهجية واللامنهجية، العادي والخاص، وليس هناك تخصص او مجال، إلا وهو موجود في بلدنا، والحمد لله.
ومن بين المؤسسات والأطر التي أنعم الله علينا بوجودها في بلدنا، مدارس تعليم خاص ومدارس مهنية وصناعية، مثل الماعس والمفتان والمصنع المحمي (מפעל מוגן)، والتي يتعلم بها الطلاب والنزلاء، بالإضافة إلى المواضيع التعليمية والتربوية، أيضا يتعلمون مهناً مستقبلية او صنعةً او حرفةً، ينتجون من خلالها الكثير من خلال عملهم في هذه الأطر والمؤسسات والمدارس. ليس هذا فحسب، بل إن عملَ هؤلاء الطلاب والنزلاء يساعدهم في مصروفات الحياة من خلال ما يتلقونه من أجر مالي، مقابل ساعات عمل يعملونها، يساعدون بها عائلاتهم وأنفسهم.
وهي دعوة نوجهها إلى أهلنا في أم الفحم، خاصة أصحاب الورشات والمصانع والشركات، أن هذه المؤسسات والاطر، المذكورة أعلاه وغيرها، تستطيع أن تقدم لكم خدمات مهنية كثيرة، مقابل أجرٍ مالي معقول، ومقابل تشغيل هؤلاء الطلاب والنزلاء وتعلمهم للمهنة واحترافهم لها، ومقابل أيضا تشغيل الأيدي العاملة المحلية، بدلاً من شراء البضائع والمنتوجات جاهزة من شركات أخرى.
فلنقف إلى جانب هذه المدارس والمؤسسات والأطر ولندعم طلابها ونزلاءها من خلال التوجه لها لطلب اعمال تتخصص بها لتنفيذها لديهم، فهم أحق وأولى بالعمل والإنتاج والربح.
*شكراً للعطاء في ام الفحم*
مبادرة طيبة ومباركة تلك التي أعلن عنها البروفيسور رياض اغبارية والعائلة، صدقة جارية عن روح والدهم المرحوم الحاج ارشيد أبو خليفة، والتي جاءت تلبية لطلب والدتهم الحاجة فتحية مصطفى ريال، اطال الله بعمرها، بالاعلان عن توزيع 35 منحة دراسية، بقيمة 1000 دولار لكل منحة تخصص لطالبات يتيمات يدرسن بالجامعات بالبلاد وخارجها.
فبارك الله فيكم وبارك بأموالكم ورحم ميتكم وجعلها سنّة حسنة لأهلنا وبلدنا.
والشكر موصول للسيد غاندي حلو أيضا لتبرعه بـ30 جهاز حاسوب لوحي تابلت للطلاب المحتاجين في مدينة ام الفحم. فبارك الله فيكم وبأموالكم وكتب ذلك في ميزان حسناتك.