رغم الآلام والاحزان: نحن متفائلون، وأم الفحم بخير

رغم الآلام والاحزان: نحن متفائلون، وأم الفحم بخير
 

رغم الآلام والاحزان: نحن متفائلون، وأم الفحم بخير

 *رغم الآلام والاحزان: نحن متفائلون، وأم الفحم بخير*

 
إلى أهلي في بلدي
د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم
صحيحٌ أنّ بلدَنا يمرّ بفترةٍ ليست بالهيّنةِ او السهلةِ او العاديةِ، لا أحدَ ينكرُ ذلك، فالأحزانُ والآلامُ التي داهمت بلدَنا ام الفحم خلال الأسبوعين الأخيرين لم تكن عادية بتاتًا، والظروف والأجواء والأوضاع التي عاشها أهلنا في ام الفحم خلال الأيام الأخيرة لم تكن طبيعية أيضًا، خاصةً أن جرائمَ القتلِ التي حصلت جاءت مباشرةً بعد الجنازةِ المهيبةِ للشهيد محمد محمود كيوان، وحضور ومشاركة عشرات الآلاف من أهلنا في ام الفحم ومن كافة مجتمعنا العربي.
 
نعم كل ذلك صحيح، أيامٌ قاسيةٌ وعصيبةٌ وحزينةٌ جدًا عاشتها ام الفحم منذ يوم الجمعة الماضي تحديدًا والأيام التي تلتها، وجرائم القتل التي تلت ذلك، كلُ يومٍ أصعبُ وأشدُّ منَ الذي قبلَه، ننامُ على جريمةِ قتلٍ ونصحو على جريمةٍ أخرى جديدةٍ، أيامُ رُعبٍ وخَوفٍ وتَرقّبٍ شديدٍ عاشتها أمهاتنا وآباؤنا، شبابنا وفتياتنا، طلابنا وطالباتنا، الذين رأوا بأمّ أعينهم جرائمَ قتلٍ وهم ذاهبون إلى مدارسهم خلال ساعات الصباح الباكر، نتجَ عنها حالات نفسيةٌ صعبةٌ وقاسيةٌ، الامرُ الذي تطلّب منا تدخلَ طواقمِ العلاجات النفسية والتربوية البلدية.
 
إنّ كلَ ما حصلَ ساءَنا جدًا وأحزننا كثيرًا، وما من بيتٍ ولا عائلةٍ في ام الفحم إلا ساءَها ما حصل من أحداث، ولكن رغمَ كل ذلك، رغمَ كل ما ذكر أعلاه، رغمَ هذه المآسي والمصائب، رغمَ تيتّم عددٍ من الأطفال، رغمَ ترمّلِ عددٍ من النساء، رغمَ فقدانِ شبابٍ بعمرِ الورود، رغم كل ذلك نقول: نحن متفائلون، عندنا أملٌ بأنّ القادمَ أجملُ بإذن الله، وانّ المستقبل لبلدنا فيه الخير، أملنا بالله عز وجل، أملنا بكم يا أهلنا ألّا تعطوا منفذًا ولا منفسًا للشيطان والإفساد والظلم بينكم، والله عزّ وجلّ يقول: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم)، عندنا أملٌ لأن بلدنا يزخر بالطاقات الإيجابية والكفاءات الرائعة والقدرات الخارقة لبناءِ بلدنا وتطويره وتقدمه والانطلاق به نحو الأفضل والأجمل والأرقى، عندنا أملٌ ويقينٌ أنّ هذه الأزمةَ غيمةٌ وسحابةُ صيفٍ عابرةٍ فوق بلدنا، وسنكملُ مشوارَ الإعمارِ والبناءِ والتطويرِ والمشاريعِ والبرامجِ التي بدأناها، وسنبقى ننظر للأمام ولن ننظر للخلف، فأمامنا مشاريع ضخمة تنتظرنا لرفاهية ومستقبل أطفال ام الفحم، منها مشروع تطوير المتنزهات العامة، مشروع تطوير الهايتك في المدينة، مشروع تطوير السياحة الداخلية، مشروع توسيع المنطقة الصناعية، مشروع الإضاءة الذكية، مشروع المدينة الصحية، مشروع تطوير المنشآت الرياضية في المدينة وعلى رأسها استاد السلام وملعب الباطن والقاعات الرياضية الحديثة، مشروع تطوير المواصلات العامة الداخلية، مشاريع تطوير البنى التحتية، اتفاق السقف مع سلطة أراضي اسرائيل (הסכם גג) والذي صادق عليه أعضاء المجلس البلدي بالإجماع في جلسته الأخيرة هذا الأسبوع، والذي يؤمن حصصًا كبيرة من الأراضي لمستقبل الأزواج الشابة، من خلال هذه المشاريع وهذه الرؤيا نبني مستقبلًا أفضلَ لأولادنا وبناتنا، لشبابنا وفتياتنا، مستقبلًا آمنا أكثر، وأننا جميعًا قادرون على تخطّي هذه الأزمة وهذه العقبة. (فأما الزبدُ فيذهب جُفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض)، عندنا يقين بقضاء الله وقدره، وأن ما اصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وأن الورودَ ستنبت بإذن الله من بين الأشواك.
 
*فخر لنا: دكتورة حنان خالد أبو منهل*
 
لن نغرّد بعيدًا عمّا ذكر أعلاه، فالأمل والتفاؤل والخيرُ كلَ الخيرِ في طلابنا الفحماويين الأكاديميين المبدعين في الجامعات والمعاهد العليا، طلاب الطب، طلاب الصيدلة، طلاب الهندسة، طلاب الهايتك، طلاب المحاماة، وغيرهم من طلاب العلم، وليس فقط طلابنا الأكاديميون، بل كل صاحب مهنة وصنعة وعامل وتاجر ورجل أعمال وسيدات أعمال ناجحون في بلدنا فهم نماذج طيبة نفتخر بهم في بلدنا، ما داموا يخدمون أهلنا ومجتمعنا ويعملون على تطوره وتقدمه.
 
وهذا نموذجٌ فحماويٌ ناجحٌ رائعٌ نرفع به رأسنا عاليًا، هي طالبتي الباحثة الأكاديمية حنان أبو منهل، والتي حصلت على درجة الدكتوراه هذا الأسبوع من معهد التخنيون، من بين 199 طالبًا حصلوا على شهادة الدكتوراه في التخنيون لهذا العام، وتركّز بحثها في موضوع (مياه الصودا وأثرها في منعِ انتشارِ خلايا سرطانِ الثديِ وتقليلِ الأعراضِ المرافقةِ للعلاجات الكيماوية لهذا المرض). د. حنان أبو منهل فخر كبير لنا في ام الفحم، وبهذه القامات علينا أن نفخرَ ونرفعَ رؤوسنا، أنهت دراسة اللقب الأول والثاني ضمن برنامج التميّز لدراسة علم الأدوية في كلية الصيدلة في الجامعة العبرية بالقدس، وأكملت دراسة الدكتوراه في التخنيون بحيفا في مجال النانوتكنولوجيا، من خلال منحة مميّزة حصلت عليها من صندوق روتشيلد للطلاب المتفوقين لإكمال درجة الدكتوراه والتفرغ لذلك.
ارفع رأسك فأنت فحماوي.